هو شبكة للتواصل الإجتماعى وتقريب من باعدت بينهم الأيام بعدما كانوا زملاء دراسة كان هذا هو البداية ثم حدث تطور بأن أصبح وسيلة لمشاركة الأقوال الماثورة وزاد التطور بقيام البعض بإنشاء صفحات تثقيفية تنشر أفكار مختلفة وبعدها بدأت الشركات التجارية تندمج مع هذا العالم بعد زيادة مشتركيه بأعداد مهولة فى محاولة لزيادة المبيعات ثم حدث تطور آخر مهم وهو الدعوة إلى وقفات إحتجاجية ومن ثم مظاهرات سلمية ومن بعد الثورات التى إجتاحت عدد من البلدان العربية .
نعرف ما تقول فما هو الجديد لديك؟
تريد أن تعرف الجديد وهذا حقك عزيزى القارئ فأرجو أن تمعن التفكير أكثر فى الفيس بوك عندها ستجد أن هناك وجه أو وجوه أخرى للفيس بوك يتخطى المقولة التى تتحدث عن أن حياة الإنترنت هى حياة إفتراضية غير مرتبطة بالواقع وهذه مقولة من وجهة نظرى غير صحيحة فهو بمثابة مرآة تعكس ما بداخلنا نعم لاتستغرب فهذه ليست فلسفة بل هى حقيقة قد تقول أن هناك أشخاص يتلاعبون أو يختلقون شخصية مختلفة عن حقيقتهم أليس هذا دليلا على أنه أظهر دون أن يدروا حقيقتهم القابعة بداخلهم سواء كانت تلك الحقيقة خيرة أو شريرة ويعريهم على الأقل أمام أنفسهم فكى تظهر حقائقنا نحتاج ما يستفزها لتسطع للنور كى يراها الناس خاصة أن الفيس بوك ليس به قيود المجتمع الذى نحياه من قيود دينية وتربوية وإجتماعية وعادات وتقاليد وخلافه فهو فضاء فسيح نذهب إليه ونختار قيودنا التى نريدها دون وصاية من أحد سوى قناعاتنا الشخصية
يختلف التعامل مع الفيس بوك من شخص لأخر وكذلك أيضا الصداقات التى نكونها عليه وتنقسم الصداقات إلى الأنواع التالية:
- أصدقاء العمل
وهم زملاء العمل الذى نرتبطهم بهم بواقع الزمالة بالإضافة إلى رؤساء العمل وهذه النوعية من الصداقة تكشف النفوس وتصنفها إلى فئات منها من يجد فى عدم قبول طلب الصداقة إهانة تمس شخصهم وخاصة الرؤساء الذين يجدونها إهانة لا تغتفر وبالتالى تظهر مدى حبهم للسيطرة والتملك وفرض أنفسهم بطريقة فجة على مرؤسيهم وأيضا تبرز هذه العلاقة الموظفين المنافقين الذين يسعون لتملق رؤسائهم من أجل مصالح شخصية
- أصدقاء الدراسة
وهم الأصدقاء التى باعدت بينهم الأيام ومشاغل الحياة التواصل فيعيدون تواصل سنوات ماضية ويتذكرون ما مضى من أوقات عزيزة عليهم وهذه النوعية من الصداقة تظهر أيضا النفوس فهناك من يسعى للم شمل الزملاء القدماء دون الدخول فى حسابات وهناك من ينتقى منهم ما يناسب ميوله وتفكيره وحياته الحالية
- أصدقاء الفيس بوك
وهم الأصدقاء الذين نتعرف عليهم من جروبات أو صفحات الفيس بوك وهذه الفئة تجد فيها غرائب فقد تطور تلك الصداقة لتصبح صداقة حقيقية على أرض الواقع ومنها محاولات للتقرب من الجنس الآخر ومنها ما يريد صداقة غير واضحة المعالم لايوجد بها أى نوع من أنواع التواصل اللهم سوى صداقة قائمة على قراءة ما قد تقوم بتدوينه وهناك نوع آخر وهو صداقة الكم وهى الصداقة القائمة على وهم الشعبية والإنتشار من باب العدد فى الليمون.
كما هو واقع الصداقة على أرض الواقع ستجد قرينه على الفيس بوك فستجد أنك ترتبط بمن يبادلونك الآراء ويشاركونك فى حوارات أو تعليقات ويسألون عنك وعن أحوالك حينها تجد نفسك ترتبهم وتعطى بعضهم أولوية وإهتمام تبعا لمدى تفاعلهم معك وتتجاهل من يتجاهلك فالطبيعة الإنسانية قائمة على التواصل والتواصل الإيجابى قائم على طرفين مرسل ومستقبل ومايربط بينهما هو الرسائل المتبادلة وكلما زاد عدد هذه الرسائل كلما دل هذا على مدى قرب هذا الشخص فى علاقة طردية قد ينتج عنها صداقة متينة إذا كانوا من نفس الجنس أو تنشأ قصة حب إذا كانوا من جنسين مختلفين يعيشها كلا منهما بحثا عن مشاعر وأحاسيس لم يجدوها وتصل إلى مفترق طرق إما أن تتحول إلى واقع ملموس مؤدية إلى زواج أو تصبح مجرد قصة خيالية لم يكن لها اساس على أرض الواقع
هناك دليل آخر غير الصداقات وهدفنا منها يظهر حقيقتنا ألا وهو ما ننشره على صفحاتنا من أقوال نابعة منا أو كلمات لامست وتر داخلى لدينا أو مقالات أعجبتنا وأغانى و....إلخ مما نشارك به فيكشف عن ميولنا وطبائعنا أو نشير إلى ما نفتقده فى حياتنا ونكمله عن طريق الفيس بوك ومهما حاولنا التصنع أو المراوغة لعدم إظهار ما تكنه النفوس ستجد أن مواقف كثيرة تتطلب منك فعلا وهذا الفعل يدل على جزء منك وبمرور الوقت وكثرة المواقف تنكشف شخصيتك أمام نفسك وأمام من اخترت أن يكونوا فى محيطك