وقف ناظرا أمامه فإذا بالنظرة تتحول إلى تحديق وتدقيق كأنه لم يره منذ مدة!
ها هو الطفل الذى كان يراقب ما يحدث حوله صامتا خائفا من الحديث قد كبر ولم يعد يصمت حيال أى أمر إلا عند الحنين لكهوف الصمت التى احتوته أعواما لا يعرف حصرها!
نعم فالعيش عاما بالكهوف يعادل أعواما مما خارجها!
وللصمت كهوف وليس كما يظن الناس كهفا واحدا ﻷن البداية تكون كهفا وما إن تتعايش معه حتى تعتاد الظلام فتقوى عينيك على رؤية ما لم تكن قد رأيته من كهوف داخلية!
هز رأسه نافضا عنها تلك اﻷحاديث التى يراها البعض فلسفية بينما هى فى نظره أحاديث داخلية لا نقوى على اﻹستماع لها لأنها تكشفنا لأنفسنا والجهل أحيانا نعمه!
عاد من شروده ليتذكر تحديقه لما هو أمامه فإذا به يرى الطفل رجلا وكما يقولون الرجال كتب عليهم الشقاء وللشقاء دروب وحمول يتحدد طول الدرب ووزن الحمل بمقدار ما يستطيع اﻹنسان أن يسير ويتحمل فيا ويل عشاق الطريق!
فتح المياه حاملا بعضها بين كفيه قاذفا وجهه بها عل ارتطامها يفيقه من شروده!
ينظر أمامه فيرى الشعر اﻷبيض آخذا فى الزحف ﻹحتلال شعر ذقنه وشعر رأسه يتساقط يوما بعد يوم حتى روحه أصبحت فى حالة وهن وبكاء صامت رافضة كل ما يحدث حولها راغبة فى تحطيم كل شئ فلا شئ يستحق البقاء!
هنا يأتى صوت الشيخ وحيد أبو الحسن الشرقاوى وكلمات إبتهاله فى فيلم لى لى ليصمت تلك الأصوات!
اسمع من هنا https://soundcloud.com/hesham-saeed/lili-film
سبحانك اللهم جل علاك
لطفا بعبدك خالقي رحماك
يا كاشف البلوى أتيتك راجيا
أرجو رضاك فليس لي إلاك
إن كان حظي في الحياة قليلها
فالصبر يا مولايا فيه رضاك
ما حيلتي والعجز غاية قوتي
فإذا قضيت فمن يرد قضاك
وجهت وجهي نحو بيتك داعيا
يا من تجيب العبد إذ ناداك
بك أستجير ومن يجير سواك
فارحم ضعيفا يحتمي بحماك
يارب قد أذنبت فاغفر زلتي
أنت المجيب لكل من ناداك