خلع نعليه وجلس مفترشا الأرض ممسكا بورقة بيضاء وقلم
أمسك القلم كى ينثر قطرات الكلمات على الورقة البيضاء فإذا بالقطرات التى كانت آخذه فى التزايد معلنة عن هبوب عواصف داخلية تنزعه من عالمه تتوقف فجأة!
تسائل مع نفسه لماذا عندما يجلس ليكتب تتوقف الكلمات وعندما لا يكون متفرغا للكتابة تحجب رؤيته أمطار الكلمات؟!
لم يبحث عن إجابة السؤال فهو يبحث عن تلك القطرات التى جعلته يستعد لها
لكن هيهات
لجأ عقله إلى حيلة تدفع القلم بأن يخطو خطواته الأولى على الورقة البيضاء فوضع القلم على صدره كى يستمع إلى ما تعزفه أوتاره الداخليه
أخذ القلم ينصت فإذا به يستمع إلى موجات موسيقية متقلبة
هاهو صوت إيمان البحر درويش:
أنا مقبلش أكون إنسان على الهامش أنا مقبلش أكون عايش ومش عايش
تتبدل الموجة فجأة ليأتى صوت إيمات البحر درويش مجددا
https://soundcloud.com/m_h_aboul-ezz/jttqikpszyma
دار الزمان بينا ضاعت خطاوينا
تايهين فى مطرحنا لا عرفنا فين احنا
لا اختارنا يوم دارنا ولاحتى مين جارنا
ولا حتى اقدارنا حتى أسامينا
داااااار الزمان بينا
دار الزمان درنا وياه ولا قدرنا
ننسى فيوم دورنا اللى انكتب لينا
لااختارنا يوم دارنا ولا حتى مين جارنا
ولاحتى اقدارنا حتى اسامينا
دااااااااار الزمان بينا
عالتوووهه عالتوهه والترحال
ماشيين يمين وشمال
عايشين وألف سؤال ويامين يرسينا
ماشيييين ماشيين بنسأل فين
ويا الزمان رايحين
تايهين ومش عارفين
على فين مودينا
داااااااار الزمان بينا
دار الزمان بينا ويا الزمان رحنا
بنقول مسير فيوم النار يطفيها
عايشين بنتمنى فى النار هوى الجنه
خايفين من المقسوم وياريته بإدينا
دااااااااااار الزمان بينااااا
هنا بدأ القلم يحبو قليلا كاتبا
يضيع جزءا كبيرا من عمرنا بحثا عن الطريق
لا ليس الطريق هو الضائع بل تعدد الأهداف وسعينا نحوها بشكل متوازى راغبين فى الحصول عليها جميعا يؤدى إلى تشتتنا فنذهب فى هذا الطريق تارة وذلك الطريق تارة أخرى مع أن الحكمة تقول أن تعدد الأهداف يساهم فى تشتيت العقل!
لكن عندما تتحول بعض الأساسيات إلى أهداف كيف نمنع العقل من التشتت؟!
كيف تكون منظما وسط مجتمع عشوائى لا يوجد به اسس وطرق واضحة المعالم تعرف أين ستصل بك؟!
فأن تكون منظما وسط نظام عشوائى لن تستطيع أن تصل إلا إذا تحليت بقدر من العشوائية تمنحك الفرصة لتتقاطع مع عشوائية النظام فتصل وهذا يتطلب فقط ثقة بالله وبذل قدر من المجهود فى التعلم كى تكون مستعدا وقت الوصول!
عجيب هو أمرنا نحن البشر يختار كلا منا طريقا لحياته يناسب شخصيته وسماته ومع مرورنا بصعوبات فى طريقنا ننظر لغيرنا ونتمنى أن كنا مثله مع أن غيرنا يتمنى أن
يكون مكاننا!
الدنيا طرق ونحن ما إلا عابرى سبيل يبحثون عن أنفسهم ويتشككون فى الطريق!
فاللهم اهدى لنا نفوسنا التائهة فى بحور دنياك وانر لنا بصائرنا لطرق الخير وأكرمنا
بكرمك فى الدنيا واﻵخرة وارزقنا الرضا بما قسمته لنا!