الثلاثاء، 12 أبريل 2011

ساعات من التأمل 6 - الكمال والفشل

 
عنوان حلقة اليوم الكمال والفشل
لماذا ندمن الفشل؟
أين ذهبت الإرادة والرغبة فى النجاح؟
تمر بنا الأيام دون أن ننجح سوى فى الإستسلام للفشل
ترى هل هذا سببه الخوف من النجاح لصعوبة الحفاظ عليه؟
أم أن فى الفشل راحة لنا من عناء الرغبة فى النجاح وكثرة التفكير والتعلم من أجل أن نصل إلى أهدافنا؟
قد تتسائل عزيزى القارئ كيف يكون الكمال سببا فى الفشل؟
أصدقك القول طالما اتخذت طرقا ابحث فيها أن أصل للكمال رغم إيمانى بأن الكمال
لله وحده ولكن ذلك قد يكون مرض يجرى فى دمى وأحب دائما أن أتقن ما أقوم به
حتى لا أعطى لأحد كان من كائن أن يجد خطأ ولو بسيط خلفى وكثيرا ما لومت نفسى 
على أخطاء بسيطة ورغم وجود هذه الرغبة كدافع للنجاح  إلا أنها أحيانا نقمة
حيث كلما اتخذت طريقا اسير فيه ووضع قمة الطريق أمام عينى أجد نفسى اسير
حتى منتصف الطريق أو ثلثه وأقف لإعادة حساباتى مرة أخرى وأتسائل
هل هذا هو الطريق الذى أبغيه؟
هل سأستطيع الوصول للقمة؟
هل يتوافق هذا الطريق مع ميولى وتفكيرى؟
وغيرها من الأسئلة التى تثبط العزيمة فأترك الطريق دون أن أترك به علامة ثابتة
أستطيع أن أقف عليها إذا تبدلت الأفكار والرؤى فى إستكمال الطريق الذى كنت أسير فيه
بعد فترة أجد أنى كنت قريب بقدر لا بأس به من تحقيق هدفى من ذلك الطريق
فأعيد المحاولة مرة أخرى ولكن من أول الطريق وليس من نقطة إنتهائى السابق الوصول إليها
رغبة فى الوصول إلى  الإتقان والكمال
وعلى حسب نوع الطريق قد استسلم فى بداية المحاولة أو أتقدم بمسافة أكثر مما كنت وصلت إليها
لكن أرجع واسلم نفسى لهواجسى وتساؤلاتى
فأجد نفسى فى نهاية المطاف أعمل ما لم أحلم به أو يتوافق مع الصورة التى وضعتها لنفسى
لكن مع ذلك أتأقلم مع الواقع وأحب ما أعمل وأتقنه من أجل الرغبة فى الحصول على ما أحب
قد تسألنى كيف ستصل إلى ماتحلم به وأنت تعمل فى مجال غيره؟
سؤال كثيرا ما تردد داخل ذهنى خاصة أنى أميل لوضع أهداف وخطط وخطوات مرتبة
وكذلك وضع اكثر من سيناريو عند مواجهة الكثير من المواقف من أجل أن أكون على إستعداد
لمواجهة ماسيحدث وكى أكون أكثر إلماما بزاويا أى موقف أشرك أحد المقربين منى
كلا حسب نوع الموقف حتى أحصل على أكثر من وجهة نظر تكون فى الغالب ملمة بكل السيناريوهات المحتملة
لأن دائما عقلين أفضل من عقل واحد وقد تكون هناك نقاط من وجهة نظرى غير مهمة فأهملها
لكن العقل الأخر يرى فيها شيئا قد يساعدنى وهكذا
إذا ما هى الإجابة التى تتردد بداخلى؟
هى إجابة تتنافى مع التنظيم والتخطيط والترتيب الذى أسير عليه غالبا
الإجابة ببساطة أن إذا أراد الله لى ما أرغب سأصل إليه ولذلك فإتقانى للعمل الذى أقوم به
هو أحد طرق أن يرضى الله عنى ويرزقنى ما أحب
فمهما وضعنا خطط وأهداف وإستراتيجيات لن نستطيع أن نصل إلى ما لم يقدره الله لنا
قد يقول البعض أنى أدعو إلى العشوائية فى التفكير وعدم إعمال العلم والعقل
ومن يقول ذلك يكون لم يعى ما أقول فرغم عدم إكمال لطرق كنت قد سرت فيها لكنها
أفادتنى وأضافت إلى شئ جديدا سواء كان ذلك معلومة أو خبرة أو حتى تأنيب لنفسى
أظهر جانب سلبى لدى يجب أن أعمل على تفاديه فى المستقبل
فكر خطط نفذ لكن إذا فشلت إعلم بأن الله لم يرد لك الخير فى ذلك الطريق
فاسلك طريقا آخر ربما يكون هو السبيل لما تحلم 
ثق بالله وتأكد أنه يريد الخير لك مادامت على إتصال بالله لا تترك نفسك لهواجس النفس والشيطان
ألا بذكر الله تطمئن القلوب
إتقن عملك وأحبه حتى ولو لم يكن على هواك فإن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه ستصل
بإذن الله إلى ما كنت تحلم به
*****************************
تمت كتابته بتاريخ 25/03/2011