يواجه معظمنا بعض المشاكل والعوائق سواء كان ذلك فى نطاق البيت أو فى نطاق العمل أو كليهما
وغالبا تتلخص هذه المشاكل فى عدم قدرتنا على إحداث التغيير فيما يحدث حولنا
مما يعطينا إنطباع أنهم يريدون قتل روح الإبتكار لدينا وسنناقش هذه المشكلة بشقيها
الشق الأول هو المنزل
نظرا لإختلاف الأجيال وبالتالى إختلاف الثقافات والأفكار يحدث تصادم بينى وبين الوالدان
حيث دائما النظرة إليك على أنك صغير مهما كان عمرك فستظل صغيرا فى نظرهم
وبالتالى محاولة إحداث تغيير فى الأفكار والمعتقدات هو مهمة شبه مستحيلة
حيث قالوا قديما من شب على شئ شاب عليه والطبع يغلب التطبع
إذاً كيف يمكن أن نصل لنقاط إتفاق فى تلك العلاقة؟
بالقطع هناك طرق ذكية وهى المرونة والمناورة وإتباع سياسة النفس الطويل والتغيير الشديد البطء
المرونة تعنى أن تكون غير متشبث برأيك ومصرا عليه إذا رأيت أن الرياح بدأت تصل إلى نقطة الحسم
على سبيل المثال
أريد أن أشترى سيارة وليس معى ما يكفى وأريد مساعدة مالية لكنهم يرون عدم جدوى شرائها
ستبدأ النقاش حول السيارات بوجه عام وبعد ذلك عن رغبتك فى الشراء وتضع نوعين
نوع غالى الثمن نوعا ما والنوع الإقتصادى وهو النوع الذى ترغب فيها طبقا لظروفك المادية
وتبدأ عملية التفاوض على النوع الغالى الثمن أولا والذى بالقطع ستجد أن الرفض هو سيد قراره
وستنتهى الجلسة على ذلك وبعد يومين أو ثلاثة تحاول الكرة مرة أخرى على نفس نوع السيارة
ولكن هذه المرة دون إصرار كبير مع التلميح أن من الممكن أن تعدل عن رأيك مجبراً
وستشير إلى بدائل أخرى أقل نسبيا فى السعر لكنها ليست النوع الذى تعلم قدرتك على شرائه
بمساعدة بسيطة منهم فيظهر لهم أنك بدأت تتنازل عن موقفك وستجد أن الرفض القاطع لمبدأ الشراء
نفسه تحول إلى الشراء ولكن فى حدود معينة هذه الحدود تكون تقريبا هى شريحة السيارة
التى كنت تريد الحصول عليها لكن لا تكن متسرعا فى الموافقة على رأيهم
حاول بقدر الإمكان أن تطيل عملية النقاش ولا تدخل مرحلة اللاعودة فإذا وجدت أن المناقشة بدأت تميل لهذا الإتجاه
إنهى المناقشة واترك يومين أو أسبوع تبعا لمعرفتك لوالديك متبعا سياسة الضغط دون إنفجار
وفى المرة الثالثة حاول بنفس النهج مع وجود مرونة لديك وتمسك بما كسبته فى الجولة الماضية
وأبدأ من عند النقطة التى انتهيت عندها فى النهاية ستجد أنك حصلت على موافقتهم على السيارة
التى كنت تريدها أنت ولكن بالنسبة لهم هم من أقنعوك بهذه السيارة وهم أصحاب القرار
ولا تتحامق فتظهر سياستك التى سرت عليها فتجعلهم يعدلوا عن رأيهم
أو على أحسن الفروض عند مناقشتك لهم مستقبلا سيأخذوا سياستك فى الإعتبار فتخسر
قد يقول البعض لكنى لا أريد سيارة أو أنها صعبة المنال يا سيدى
أنا ضربت مثل السيارة لحبى الشديد لها وعليك إستيعاب السياسة العامة وطبقها على أى شئ آخر
مثال بسيط أخر الملابس القديمة والكراكيب من برطمانات زجاجية وعلب بلاستيكية وأكياس بلاستيكية وخلافه
أعتقد هذه مشكلة توجه الكثيرين وتعتبر مشكلة خاصة بالأمهات أكثر من الآباء
وعندما تبدأ حديثك تجد أن كل شئ له أهمية لكنك لا تعرف هكذا تستمع إلى الست الوالدة
بالقطع ليس معقول أن يكون كل شئ ولهذا تبدأ المناورة للحصول على جزء بسيط بعد مناقشة طويلة
حيث تبدأ فى عد الأنواع المخزنة وتستفسر عن كل نوع وأهميته وستجد أن المناقشة بدأت تؤتى ثمارها بعد وقت
حيث مثلا قد تجد رغبة منها فى إنهاء الموقف تتركك تلقى بعض العلب البلاستيكية والأكياس
لكن استحالة أن تقترب من الملابس القديمة حيث تسمع حجج كثيرة من نوعية أخوك الصغير سيرتديها
أو إذا كان أحد إخوتك متزوج ولديه أطفال سأعطيها لهم أو عندما تتزوج ويرزقك الله بأطفال
ستريهم ماذا كنت تلبس وأنت صغير و......إلخ
أو تستمع إلى قصيدة عندما تكون فى بيتك أفعل ما تشاء على أساس إنك
ضيف رخم موجود لازق ولا تريد الرحيل عنهم
إذا ما العمل حيث أنك خسرت الحرب؟
عذرا أنت لم تخسر الحرب لأن الحرب خدعة أفضل حل إنتظر سفر الأسرة وعندما تكون وحدك أفعل ما كنت تريد
فأرتدى ثياب شارلوك هولمز وأبدأ الغوص داخل الكراكيب وتخلص من معظم وليس كل كن ذكيا حتى لا تتهم بالسفه
طبعا عند عودتهم سيكشف أمرك وعليك دفع الضريبة عن طريق الإستماع إلى دش محترم لكنك مهيأ نفسيا له
وراعى ثورة الست الوالدة ولا تحاول الدخول فى نقاش بل بعض الجمل الإعتراضية التى لا تزيد الموقف إشتعالا إنما هى للتبرير
بالنسبة للزواج هذه النقطة بالذات حاول بقدر ما تستطيع أقنعهم قبل الإقدام على الإرتباط
وإذا وجدت قبل أو بعد الإرتباط رفض لإختيارك حاول إلى اقصى مدى إقناعهم بالعدول عن رأيهم فإذا لم تستطع
لايوجد مفر من عدم إكمال ذلك المشروع لأنه سيكون فاشل بكل المقاييس قبل أن يبدأ
وفوض أمرك لله من قبل ومن بعد الإ إذا أردت أن تعيش فى جزيرة منعزلة حتى إذا فعلت ذلك فلن تشعر بسعادة
ويكفيك فقط سماع دعاء من الست الوالدة وأنت تعرف أن الله حق ولا يمكن أن تتم الزيجة دون رغبتهما
وربنا يقينا وإياكم هذه الدعوات
طبعا تطول المواقف وتتعدد أشكالها وقيس ما سبق عليها وكى أكون برئ من دمك
أعرف أن كما تدين تدان فما تفعله تجاه أبويك سيرد لك بالمثل من أبنائك إذا أراد الله لك ذلك
الشق الثانى العمل
قد يكون هناك إختلاف فى الأجيال أو يكون الفارق العمرى ليس كبير لكنك تواجه نفس المشكلة
عدم قدرتنا على إحداث التغيير فيما يحدث حولنا مما يعطينا إنطباع أنهم يريدون قتل روح الإبتكار لدينا
وهنا قد يكون الإنطباع صحيحا أحيانا وأحيانا أخرى هو الرغبة فى الثبات وعدم التغيير
حيث أن التغيير قد يؤدى إلى إختلاف فى الإجراءات أو أسلوب العمل مما يجعل رؤسائك يشعرون أنهم عادوا مبتدئين مرة أخرى
وبالتالى ستظهر لهم أخطاء نتيجة عدم تأقلمهم مع الأسلوب الجديد وهذا هو أكبر ما يخشوه أن تظهر أخطائهم خاصة بعد ما كنت تستمع لمحاضرات من نوعية أنا أستطيع أن أدير الشركة بإصبع قدمى الصغير وأن عملك يستطيع أن يقوم به أى عامل غير متعلم أو ......إلخ من المعلقات العصماء التى يعرفها معظمكم بالإضافة إلى أنك قد تكون راعب فى الإستغناء عن النظام اليدوى فى العمل وتريد إستخدام برامج نظم أو على أقل تقدير افعتماد على برامج الكمبيوتر التى لا يجيدها معظم المديرين نهيك عن أمر آخر يخشاه الجميع وهو الخوف من بزوغ اسمك كموظف جديد لدى أصحاب العمل ومدى قدرة على إستيعاب العمل فى وقت قصير ورغبتك فى تطوير أسلوب العمل وبالتالى قد يعنى ذلك هو قفزك على درجات السلم الوظيفى فى الشركات الكبرى أو مناطحتك للمديرين فى الشركات الصغرى لحين حصولك على قدر من الخبرة بعدها يتم تنحية المدير وتجلس أنت على كرسى العرش ومهما كنت صادق العهد والنية فى أنك لاترغب سوى فى إحداث تغيير من أجل أن تكون فى ذيل التقدم فى مجال عملك فلن يصدق أحد وإذا وثق بك فإنه لن يثق فى الإدارة أو صاحب العمل
وخلال تلك الفترة مع بدأ ظهور عملك قد تجد أن البعض بدأ يستخدم سياسة التسويف مما تريد القيام به أو سياسة أنا اشك إذاً أنا دبوس وما أكثر الدباببيس فى مصرنا الحبيبة بجوار شعار شخبطة أولاد سعادتك تخطيط لمستقبلى الشخصى يا أفندم
وغيره وغيره فكما كنت أقول دائما أى منشأة فى مصر مهما كبر أو صغر حجمها هى نموذج مصغر لحال الوطن
يهتف بعضكم بعد أن ضاق صدره ما العمل أترك عملى وأرحل ؟
إذا كنت سترحل وتجلس بالبيت فهذا خطأ فادح أما إذا كنت سترحل إلى شركة أخرى أجب عن هذه الأسئلة
هل لن تواجه نفس المشاكل؟
وماذا إذا واجهتك هل سترحل لشركة ثالثة؟
كم مضى عليك فى العمل الذى تعمله حاليا؟
هل هذه الفترة كافية لإثبات أنك حاولت لكن باءت محاولاتك بالفشل؟
سأحكى عن تجربة شخصية فى عملى السابق بمركز غوص يعلمه بعضكم
كنا نقوم بتحليل الإيرادات وذلك عن طريق ورقة نقسمها إلى أعمدة كل عمود يمثل جزء من الإيراد
مثلا إيجار المعدات عامود وكورسات الغطس عمود و...هكذا فأقترحت بدلا من إضاعة الوقت
فى تسطير هذا الورق والذى غالبا ما تختلف مساحة الأعمدة طبقا لمن يقوم بعملية التسطير أن نطبع تلك الورقة
فكرة سهلة وبسيطة ولا تحتاج أى عبقرية على الإطلاق فكانت الردود أن حجم الورقة كبير
واننا أحيانا نريد إضافة بعض الأعمدة فى حالات معينة أكاد اسمع أحدكم يقول فلتطبعوها
بعدد خانات زائد عن الحاجة تستخدمونه عند الضرورة ولن يحدث ذلك فارق إذا لم تحتاجوا إليه
وهذا ما قلته مضى على إقتراحى هذا سنة ونصف تقريبا أو أكثر إلى أن من الله علينا
بالموافقة عليه بعد تكرار الطلب منى ومن زملاء جدد جاءوا بعدى
مثال آخر كنا نؤجر سيارة ميكروباص وأتوبيسات سياحة بغرض نقل السياح من الفندق إلى مركز الغوص والعكس
وكان لدينا 2 ميكروباص ملك الشركة فاقترحت شراء أتوبيس كوستر 26 راكب كى نقلل الإيجارات
فلم أجد آذان صاغية حيث تم تسويف رأيى وبعد أكثر من 5 شهور تم شراء الأتوبيس
ولكن لم أكن أنا السبب بل هى إحدى أفكار الإدارة
ولولا هذا التسويف لكنت إقترحت عليهم إنشاء شركة منفصلة للنقل السياحى
كى نتلافى محدودية تصاريح ملكية سيارات السياحة لمراكز الغوص
ويكون هدفها الرئيسى تغطية إحتياجات مركز الغوص أولا والتأجير للغير ثانيا
فى حالة وجود فائض وبهذا أكون مستفيد من كافة الوجوه لكن وجدت كالعادة سيتم تسويف الإقتراح
فاحتفظت به لنفسى وضاعت على الشركة فرصة فى ذلك الوقت
كان من الممكن أن توفر بها الكثير وبدأت استخدم السياسة المصرية المعروفة
?اربط الحمار مطرح ..... ايه يا حلوين
ما يقول صاحبه؟
والله أنا بأفضل اترك الجملة مفتوحة
ممكن تكون مطرح ما يقول صاحبه
أو مطرح ما يقول الحمار نفسه هههههههههه
أرجو أن أكون استطعت إيصال الفكرة وهى
المرونة والمناورة وإتباع سياسة النفس الطويل والتغيير البطئ
مما يجعلك تغير من شخص دون أن يلحظ هو نفسه التغيير إلا بعد فترة
ويشعر أنه هو صاحب سياسة التغيير وصاحب القرار وليس مدفوعا نحوه
والتغيير صعب بوجه عام وأصعب أو شبه مستحيل خاصة فى
حالة عدم رغبة الشخص نفسه وإستسلامه للركود والكسل
أكبر مشكلة سنواجها خلال الفترة القادمة بعد التخلص من فلول الحزب الوطنى هى تغيير ثقافة شعب بأكمله
وسنحتاج خلالها سياسة النفس الطويل وعدم الإحباط وعدم الهروب وعدم الإستسلام
فلا تستسلم بسهولة وعلى رأى عبد الحليم حافظ
لا حاسلم للمكتوب ولا حارضى أبات مغلوب وحاقول للدنيا يا دنيا أنا راجع بس خلاص
*************
تمت كتابة هذا الموضوع يوم 07/04/2011
*************
تمت كتابة هذا الموضوع يوم 07/04/2011