الثلاثاء، 12 أبريل 2011

ساعات من التأمل 5 - الحب والكهرباء

 
عنوان حلقة اليوم الحب والكهرباء
لا تستغرب عزيزى القارئ فالعلاقة سهلة وبسيطة فعندما تحدث شرارة الحب
 التى تشعل قلبك وتشغل فكرك وتستحوذ على إهتمامك تكون فى نفس حال
صاحب منزل انقطع فيه التيار الكهربائى نتيجة ارتفاع فى شدة التيار
فالحب يسرى بداخل كل منا كمسرى الدم فى الوريد ولا نستطيع أن نعيش
بدونه فهناك الحب الأبوى والحب الأخوى وحب الأصدقاء وحب العمل وحب الخير و ....إلخ

هل عرفت الآن كم الحب الذى يسرى بداخلنا ولكن هذا الحب هو التيار العادى
 الذى لا نستطيع العيش بدونه لأننا إذا فعلنا ذلك تحولنا من بشر إلى جماد أو آلة 
قد يذهب ويقول البعض أننا نكون أصبحنا حيوانات لكن يتناسى صاحب هذا الرأى
وجود مشاعر لهذه الحيوانات حتى ولو كانت مفترسة فانظر كيف يتعامل الأسد
مع أبناءه الصغار أو كيف تحمى الحيوانات الغير مفترسة ضعفاء القطيع
من هجوم الحيوانات المفترسة لتتأكد أن الحيوانات لها مشاعر
فإذا لم نجد بداخلنا هذه الأنواع من الحب نصبح كالآلة تأكل وتدور بلا مبالاة بأى شئ

ماذا إذا عن حب الرجل للمرأة والعكس؟
هو حالة خاصة من الحب الذى ينير حياة كلا منهما وبذلك تزيد  شدة تيار الحب الداخلى
مما يؤدى إلى انقطاع تيار العقل والحكمة ويجعل أحد الأطراف أو كلاهما يتناسى 
بعض الأشياء التى يعلمها مسبقا سواء كان ذلك بواسطة عقله أو نصائح المقربين منه
تجاه هذا الحب أو يتغاضى عن أفعال تحدث حتى وإن كانت صغيرة لكنها مؤشرات
لما سيواجه مستقبلا من مشاكل وسبب ذلك التناسى أو التغاضى هو
الرغبة فى البعد عن أى شئ قد يعكر عليه صفو حالة النشوة العاطفية التى يعيشها

تختلف مدة إنقطاع التيار من شخص لأخر تبعا لعوامل شخصية ترتبط به لكن دائما
تجد أن هناك ومضات مثل التى تحدث عندما ترفع سكينة الكهرباء من أجل
 إرجاع التيار الكهربائى للمنزل لكن يعوق عودة التيار لوضعه الطبيعى
شدة التيار أو حدوث قفلة فى أحد أرجاء المنزل فتأخذ فى المحاولة
قد تنجح من المحاولة الأولى أو تفشل فتكرر المحاولة مرات عديدة
 إلى أن تنجح فى عودة التيار الكهربائى لينير أرجاء المنزل
كذلك هى الومضات مع الإختلاف عما يحدث فى حالة الكهرباء

 ففى حالة الكهرباء أمامك خيارين لا ثالث لهم إما ظلام دامس أو نور ينير لك الليل الذى تعيشه
أما الومضات التى تحدث فى حالة الحب تجعل أمامك خيارين
الخيار الأول هو نور ينير حياتك ويدفئ لياليك الباردة التى تعيشها حيث
يحدث حالة من الإندماج أو الإنصهار الفكرى بينك وبين من تحب
ووجود مشاعر متبادلة تجعلك تطير فرحا وتجد أن الله ييسر لك الأمور
وتبدأ حياتكما معا بالزواج ولا يجب أن نقول أنها تنتهى بالزواج
لأن الزواج هو بداية حياة وليس نهاية وتبدأ مشاعر أخرى أكثر رقة من الحب وهى المودة والرحمة
   
الخيار الثانى هو نور ينير لك طريق جديد أراد الله لك أن تراه كى لاتسلك طريق ملئ بالأشواك
 ولكن نظرا لحالة النشوة العاطفية التى كنت تعيشها يخيل لك أنه طريق مظلم
 لا تجد به نور وننسى مدى رحمة الله بنا ومعرفته بقدراتنا
فعوضا عن حمد الله على السراء والضراء من وجهة نظرنا المحدودة التى لا تدرى الغيب
وما قد قدره الله لنا  نجد أنفسنا نحمده فقط فى السراء ونضل عن حمده فى الضراء
 إلا ما رحم ربى وتختلف فترة الضلال من شخص لأخر
فهناك من يضل لدقائق أو ساعات أو ايام أو شهور 
وما يتحكم فى فترة الضلال هو مدى قوة إيماننا بالله ويقيننا بحكمته
"  ‏عجبت لأمر المؤمن إن أمره كله خير إن أصابه ما يحب حمد الله وكان له خير وإن أصابه ما يكره فصبر كان له خير"
Next
الكمال والفشل

****************
تمت كتابته يوم 24/03/2011